ذكرى وفاة شويكار: أيقونة الكوميديا الراقية التي أضأت عالم الضحك بذكائها وحضورها الاستثنائي

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة شويكار، التي غادرت عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2020. تركت خلفها مسيرة فنية حافلة استمرت لأكثر من نصف قرن، حيث مزجت بين خفة الظل والأداء الراقي، مما جعلها واحدة من أبرز نجمات الفن في مصر والعالم العربي.

على مدار حياتها، استطاعت شويكار أن تكون رمزًا للبهجة والأناقة على الشاشة والمسرح، وقد أثرت الذاكرة الفنية العربية بأعمال لا تُنسى، خاصة من خلال تعاونها الشهير مع النجم الكبير فؤاد المهندس.

ذكرى وفاة شويكار.. بداية الحكاية من الإسكندرية إلى قلوب الجمهور

وُلدت شويكار إبراهيم طوب ثقال في 4 نوفمبر 1938، في مدينة الإسكندرية، لعائلة مصرية ذات أصول تركية وشركسية. كان جدها ضابطًا في جيش محمد علي باشا. لم يكن الفن جزءًا من خطط حياتها في البداية، لكنها جذبت الأنظار بجمالها وحضورها القوي، مما فتح لها أبواب السينما في أوائل الستينيات. بدأت بأدوار صغيرة، لكنها سرعان ما أثبتت قدرتها على تقديم الكوميديا الراقية والأداء المميز، لتصبح من أبرز نجمات جيلها.

الثنائي الذهبي مع فؤاد المهندس

تعاونت شويكار مع فؤاد المهندس لتشكيل واحد من أنجح الثنائيات الفنية في تاريخ السينما والمسرح العربي. قدما معًا أعمالًا أصبحت علامات بارزة في عالم الكوميديا، مثل “أنا وهو وهي”، “السكرتير الفني”، “العتبة تكاتك”، “شنبو في المصيدة”، و”سيدتي الجميلة”. كان بينهما انسجام فني كبير، مما جعل الجمهور يعتبرهما مثالًا للثنائي المثالي، حتى بعد انفصالهما لاحقًا في حياتهما الشخصية، إلا أنهما حافظا على علاقة احترام متبادل.

أعمالها السينمائية والتلفزيونية

قدمت شويكار خلال مسيرتها أكثر من 180 عملًا بين السينما والمسرح والتلفزيون. من أبرز أفلامها: “مطاردة غرامية”، “أخطر رجل في العالم”، “السقا مات”، “الكرنك”، “غرام الأسياد”، “الزوجة 13″، و”كلمني شكرا”. كما تألقت على شاشة التلفزيون في مسلسلات مثل “هوانم جاردن سيتي”، “امرأة من زمن الحب”، و”بنت من شبرا”. لم تكن مجرد ممثلة كوميدية، بل تمكنت من الانتقال بين الأدوار الرومانسية والاجتماعية والتراجيدية بكفاءة عالية.

إفيهات لا تُنسى

اشتهرت شويكار بخفة ظلها وإفيهاتها الطريفة التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الشعبية، مثل: “يا حضرة البشكوتة”، و”إنت بتقول عز يبقى إنت اللي قتلت بابايا”، و”شئ لا يصدقه عقل”. وفي مسرحية “سيدتي الجميلة”، جسدت شخصية “صدفة بنت حسب الله بعضشي”، وتركّت بصمات كوميدية ما زالت تُردد حتى اليوم.

حياتها الشخصية

تزوجت شويكار أولًا من المحاسب حسن نافع وأنجبت منه ابنتها الوحيدة “منة الله”. ثم ارتبطت بالفنان فؤاد المهندس لسنوات، قبل أن ينفصلا. لاحقًا، تزوجت من السيناريست مدحت حسن. ورغم شهرتها الواسعة، كانت حريصة على إبعاد حياتها الخاصة عن الأضواء، واكتفت بالظهور الإعلامي في المناسبات المهمة فقط.

الابتعاد عن الأضواء

في سنواتها الأخيرة، ابتعدت شويكار عن الساحة الفنية بهدوء، دون إعلان رسمي للاعتزال. بررت ذلك بتغير المناخ الفني، وأنها لا ترغب في تقديم أعمال لا تليق بتاريخها. كما أن إصابتها في الحوض أثرت على قدرتها على الحركة، مما جعل استمرارها في التمثيل أمرًا صعبًا. كان آخر ظهور فني لها في فيلم “كلمني شكرا” عام 2010.

رحيل وأثر باقٍ

في 14 أغسطس 2020، رحلت شويكار عن عمر يناهز 82 عامًا بعد صراع مع المرض، تاركة إرثًا فنيًا ضخمًا وذكريات باقية في قلوب محبيها. لم يكن رحيلها مجرد فقدان لفنانة، بل لفقدان رمز من رموز الكوميديا الراقية التي صنعت الضحكة النظيفة، وأثبتت أن الفكاهة يمكن أن تكون ذكية ومحترمة في الوقت نفسه.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *