
في السنوات الأخيرة، أصبح أسلوب الحكايات المنفصلة من الاتجاهات البارزة في الدراما التلفزيونية، سواء في العالم العربي أو على الساحة العالمية. يتميز هذا النمط بتقديم مجموعة من القصص القصيرة، كل منها يحمل أحداثًا وشخصيات مختلفة، لكن يجمعها خيط فكري أو أسلوبي واحد. هذا التنوع يجعل المشاهدين دائمًا في حالة ترقب وتجدد.
من أبرز الأعمال التي تجسد هذا الأسلوب هو المسلسل “ما تراه ليس كما يبدو”، الذي يعرض على قناة DMC. يتألف من 35 حلقة مقسمة إلى 7 حكايات، حيث تمتد كل حكاية على 5 حلقات فقط، مما يشكل تجربة درامية جديدة ومثيرة على الشاشة المصرية.
مقال له علاقة: بسبب مسلسل 220 يوم.. ثنائية صبا مبارك وكريم فهمي تعود للتريند
لماذا ينجح أسلوب الحكايات المنفصلة في الدراما؟
هناك عدة عوامل تجعل هذا الأسلوب جذابًا للغاية للمشاهدين. أولاً، يقدم تنوعًا في المحتوى، حيث يحصل المشاهد على تجربة جديدة مع بداية كل حكاية، مما يقلل من شعور الملل ويزيد من التشويق. ثانيًا، يتميز إيقاع الأحداث بالسرعة، حيث تتطور الأمور بوتيرة أسرع مقارنة بالمسلسلات التقليدية. ثالثًا، يجذب هذا الأسلوب فئات متنوعة من الجمهور، حيث يمكن أن تحمل كل حكاية نوعًا دراميًا مختلفًا، مما يلبي أذواقًا متعددة.
تجربة أنواع درامية متعددة
يمكن للمسلسل الواحد أن يجمع بين عدة أنواع درامية، مثل الغموض والرومانسية والكوميديا وحتى الفانتازيا. هذا التنوع يساهم في جعل كل حكاية فريدة من نوعها، مما يزيد من جاذبية العمل ككل.
“ما تراه ليس كما يبدو”.. تجربة مميزة وجديدة
المسلسل يقدم الحكايات بأسلوب تشويقي نفسي، حيث تدور الحكاية الأولى بعنوان “فلاش باك” حول مصور جنائي يفقد زوجته في حادث مأساوي ليلة رأس السنة، ليواجه مفاجأة غامضة تتمثل في عودة نشاط حسابها على الإنترنت بعد عامين من وفاتها.
أعمال فنية تعتمد الحكايات المنفصلة.. من “ما تراه ليس كما يبدو” إلى الدراما العالمية
العمل يربط كل حكاية بفكرة عامة هي “ما وراء الحقيقة”، مع الاعتماد على التصوير السينمائي وتقنيات الإضاءة واللون لخلق جو من الغموض. كما يتم توظيف عناصر التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتقليد الأصوات.
أعمال عربية سبقت في تقديم الحكايات المنفصلة
قبل “ما تراه ليس كما يبدو”، قدمت الدراما المصرية والعربية عدة أعمال اعتمدت على أسلوب الحكايات المستقلة، مثل “إلا أنا” الذي ناقش قضايا المرأة من خلال عدة حكايات واقعية، و”نصيبي وقسمتك” الذي قدم قصصًا متنوعة بين الرومانسي والكوميدي والاجتماعي.
مقال مقترح: عودة عثمان بن أرطغرل.. موعد أولى حلقات مسلسل المؤسس عثمان الموسم الجديد
أمثلة من الدراما العالمية على الحكايات المنفصلة
هناك أيضًا أعمال عالمية مثل “المرآة السوداء” الذي يستكشف الجانب المظلم للتكنولوجيا، و”قصة رعب أمريكية” التي تقدم كل موسم قصة مختلفة تمامًا.
المقارنة بين التجارب المصرية والعالمية
تختلف الأعمال المصرية مثل “إلا أنا” و”نصيبي وقسمتك” في تركيزها على القضايا الاجتماعية والرومانسية، بينما يميل “ما تراه ليس كما يبدو” أكثر نحو الغموض والتشويق. كما أن مدة الحكايات العربية غالبًا ما تكون أطول، بينما تُقدم بعض الحكايات العالمية في حلقة واحدة فقط.
التعليقات