ذكرى وفاة فؤاد المهندس: 19 عامًا على غياب أستاذ الكوميديا وصاحب «كلمتين وبس»

في ذكرى وفاة فؤاد المهندس، نحتفل بمرور 19 عامًا على رحيل أستاذ الكوميديا الذي ترك بصمة لا تُنسى في عالم الفن العربي، فقد كان فؤاد المهندس رمزًا للضحك والفكاهة، وقدم العديد من الأعمال التي ما زالت تُذكر حتى اليوم، مثل برنامجه الشهير “كلمتين وبس” الذي أسعد الملايين، وتظل روحه حاضرة في قلوب عشاقه، فكلما تذكرنا ضحكاته ونكاته، نشعر بالحنين إلى زمن الفن الجميل الذي أبدع فيه، ولذلك ينبغي لنا أن نحيي ذكراه، فهو ليس مجرد فنان بل كان إنسانًا يحمل رسالة الفرح والسعادة للجميع.
ذكرى وفاة فؤاد المهندس.. حكاية ابن العباسية الذي صنع البهجة
في مثل هذا اليوم، 16 سبتمبر، تمر ذكرى وفاة فؤاد المهندس، وهو واحد من أبرز الرموز الفنية التي تركت بصمة لا تُنسى في عالم المسرح والسينما والإذاعة، ورغم مرور 19 عامًا على رحيله، لا يزال صوته وضحكته يصدحان في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، فؤاد المهندس لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل كان مدرسة فنية متكاملة، أسس لنمط جديد في الأداء الكوميدي، وجعل له مكانة خاصة في قلوب الجمهور.
نشأ فؤاد المهندس في حي العباسية يوم 6 سبتمبر 1924، في أسرة تعشق العلم والفن، فقد كان والده زكي المهندس من علماء اللغة العربية، وأخته صفية المهندس من أشهر المذيعات، ومنذ طفولته، أظهر خفة ظل طبيعية، وكان أول ظهور له على خشبة المسرح في المدرسة، ثم في كلية التجارة بجامعة القاهرة. كانت نصيحة الفنان الكبير نجيب الريحاني له بمثابة نقطة تحول في مسيرته الفنية، حيث قال له: “مش عايزك تقلدني، عاوزك تكون فؤاد المهندس”، لتبدأ رحلة الإبداع والتميز.
فؤاد المهندس والمسرح.. قدسية وطقوس صارمة
ارتبط فؤاد المهندس بالمسرح بشكل وثيق، حيث كان يقدسه ويعتبره مكانًا مقدسًا، ابنه محمد ذكر في تصريحات سابقة أن والده كان يذهب قبل العرض بساعتين، يرتدي ملابس الشخصية، ويقف خلف الستار متأملًا في صمت، رافضًا أي إزعاج، وقد وثق مقطع فيديو نادر هذه الحالة حين حاول الإعلامي مفيد فوزي محاورته قبل العرض، فوبخه المهندس قائلاً: “لو سمحت أستاذ مفيد، الستار هيترفع”، هذا الالتزام جعله يكسب احترام جمهوره وزملائه، كما منح أعماله طابعًا مميزًا لا يُنسى.
فؤاد المهندس وأم كلثوم.. عشق من نوع خاص
شخصية فؤاد المهندس كانت مزيجًا من الإنسانية والفن، وكان يعشق أغاني أم كلثوم بشكل خاص، حيث اختار زوجته الأولى لأنها كانت تشبهها، وكان يقود سيارته في الزمالك ويرفع صوت الراديو عاليًا عند سماع أي أغنية للست، حتى أنه كان يقبل يدها في المناسبات العامة، وهذا يعكس مدى ارتباطه بالفن وبالناس، إذ أن فؤاد المهندس كان يجسد روح المصريين في تفاصيل حياتهم اليومية.
العلاقة مع شويكار.. حب وصداقة بعد الطلاق
شكلت علاقة فؤاد المهندس بالفنانة شويكار واحدة من أنجح الثنائيات في تاريخ الفن المصري، حيث تألقت أعمالهما معًا في السينما والمسرح والإذاعة، ورغم الطلاق، ظلت العلاقة قوية، فقد كانت تعد له الطعام وترسله إليه، لأنه لم يكن يحب الأكل إلا من يديها، ومع ذلك، أكدت شويكار في لقاء تليفزيوني أنه كان عصبيًا وغيورًا، وهو ما أدى إلى انفصالهما، لكن صداقتهما استمرت حتى بعد الطلاق.
كلمتين وبس.. صوت الصباح عند المصريين
خارج الكاميرا، كان فؤاد المهندس يتمتع بروح مرحة، حيث عُرف بحبه للمانجو لدرجة أنه كان يأكلها داخل الحمام لتجنب اتساخ ملابسه الأنيقة، كما كان يضبط أكثر من عشرة منبهات في بيته، خوفًا من التأخر عن مواعيده، إذ كان ملتزمًا بأعماله بشكل كبير، وقد قدّم المهندس عشرات الأعمال التي صارت من علامات الكوميديا المصرية، سواء في المسرح أو السينما، كما أن فوازير عمو فؤاد كانت تجربة فريدة رافقت الأطفال والكبار في شهر رمضان.
إرث لا يموت
مع احتفالنا بذكرى وفاة فؤاد المهندس، يبقى إرثه الفني حاضرًا في وجدان المصريين، فقد رحل في 16 سبتمبر 2006، بعد عشرة أيام من عيد ميلاده، لكنه ترك خلفه ثروة فنية يصعب تكرارها، المسرحيات، الأفلام، البرامج الإذاعية، والفوازير كلها تجسد عبقرية فنان آمن بأن الكوميديا رسالة، وبأن الضحك أداة للتغيير وليس مجرد وسيلة للتسلية، فهكذا ستبقى ذكراه خالدة في قلوبنا.