الوسط الثقافي يودع سليمان شفيق: قلم بارز في قضايا المجتمع والإنسان

في لحظة مؤثرة ودع الوسط الثقافي الكاتب البارز سليمان شفيق الذي كان له دور محوري في تناول قضايا المجتمع والإنسان حيث تميز قلمه بالعمق والجرأة في معالجة التحديات الاجتماعية والإنسانية التي تواجهنا اليوم وقد ترك إرثًا غنيًا من المقالات والكتب التي ألهمت الكثيرين وأثرت في الفكر الثقافي العربي إذ كان شفيق صوتًا قويًا يدافع عن العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان مما جعله شخصية محبوبة ومؤثرة في الأوساط الثقافية والاجتماعية على حد سواء.
وفاة الكاتب الصحفي سليمان شفيق سليمان
رحل عن عالمنا صباح اليوم الأحد الكاتب الصحفي والباحث سليمان شفيق سليمان، الذي يُعد من أبرز الأقلام الفكرية والإعلامية في مصر والعالم العربي، بعد مسيرة مهنية وبحثية امتدت لأكثر من أربعة عقود، ترك خلالها إرثًا زاخرًا في الصحافة والفكر وحقوق الإنسان، حيث وُلد شفيق في 7 مارس 1953، وحصل على ماجستير الإعلام من جامعة موسكو عام 1987، متناولًا في دراسته سيكولوجيا الشخصية الرئيسة في الرواية المصرية الطليعية، مستعرضًا نماذج لعدد من كبار الأدباء مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس وصنع الله إبراهيم.
مسيرة مهنية حافلة
تنقل الراحل بين عدد من المؤسسات الصحفية والإعلامية الكبرى، حيث بدأ عمله في جريدة النداء اللبنانية ووكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، ثم عمل في جريدة الأهالي، إلى جانب مساهماته في صحف وطني وروزا اليوسف واليوم السابع والوطن والصباح، فضلًا عن دوره في تأسيس وإدارة عدة إصدارات وصحف متخصصة في المجتمع المدني وحقوق الإنسان، كما برز شفيق كمحلل سياسي بارز عبر شاشات قنوات ONtv وNile TV وCBC، حيث عُرف برؤيته النقدية العميقة وتحليلاته المتوازنة.
إسهامات فكرية وبحثية
إلى جانب عمله الصحفي، أسهم شفيق في إعداد وإصدار تقارير بحثية ودراسات مرجعية مهمة في قضايا الأقليات والمجتمع المدني في الوطن العربي، من خلال مركز ابن خلدون وغيره من المؤسسات البحثية، كما شارك في لجان تقصي حقائق دولية ومؤتمرات إقليمية معنية بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ترك شفيق مؤلفات ودراسات مهمة، أبرزها “رحلة إلى فلسطين” و”تديين الصراع العربي الإسرائيلي حول القدس”، إلى جانب عشرات الأوراق البحثية في مؤتمرات علمية وصحفية، نعاه عدد من زملائه وتلامذته باعتباره “أستاذًا موسوعيًا” جمع بين الصحافة والفكر والنقد السياسي، مؤكدين أن إرثه الفكري سيظل علامة مضيئة في المشهد الثقافي والإعلامي.