ذكرى وفاة سراج منير: طبيب ترك مهنة الطب لأجل الفن وتعرض للإفلاس بسبب «حكم قراقوش»

ذكرى وفاة سراج منير: طبيب ترك مهنة الطب لأجل الفن وتعرض للإفلاس بسبب «حكم قراقوش»

في ذكرى وفاة سراج منير، يتذكر الجميع طبيبًا هجَرَ الطب من أجل شغفه بالفن، حيث كانت طموحاته كبيرة لكن الواقع كان قاسيًا، إذ أفلس بسبب ما يُعرف بـ”حكم قراقوش” الذي أثر على مسيرته الفنية بشكل كبير، ورغم ذلك ترك لنا إرثًا فنيًا يظل خالداً في ذاكرة الأجيال، مما يُظهر كيف يمكن للشغف أن يُغير مسار حياة الإنسان بشكل جذري ويعكس التحديات التي يواجهها الفنان في سعيه لتحقيق أحلامه، لذا تبقى ذكرى سراج منير حية في قلوب محبيه وعشاق فنه.

ذكرى وفاة سراج منير.. أسطورة السينما المصرية

اليوم، نحتفل بذكرى وفاة سراج منير، أحد أعمدة السينما المصرية في عصرها الذهبي، والذي ترك بصمة لا تُنسى في عالم الفن، وُلد الفنان العظيم في 15 يوليو 1904، ورحل عن عالمنا في 13 سبتمبر 1957، عن عمر يناهز 53 عامًا، إثر أزمة قلبية مفاجئة، بعد أن قدم أكثر من 130 عملًا فنيًا في السينما والمسرح، مما جعله رائدًا في مجاله، ولا يزال اسمه يتردد في ذاكرة الأجيال حتى اليوم.

البداية والنشأة.. من سراج إلى منير

قصة اسم سراج منير تحمل طابعًا طريفًا، فقد أراد جده تسميته “منير”، بينما اختار والده “سراج”، وفي النهاية، اتفقت والدته على الجمع بين الاسمين، مما أضفى طابعًا فريدًا على شخصيته. بدأ سراج طريقه الفني في المدرسة، حيث انضم إلى فريق التمثيل رغم عدم حماس والده لفكرة دخوله عالم الفن، إلا أن موهبته تألقت منذ الصغر، وكان لديه حلم الدراسة في مجال الطب، لكنه وجد نفسه موجهًا نحو السينما.

رحلة إلى ألمانيا.. اكتشاف الشغف

سافر سراج إلى ألمانيا لدراسة الطب، وهناك اكتشف شغفه الحقيقي بالسينما، وشارك في عدة أفلام صامتة، وتأثر بشكل كبير بأجواء الاستوديوهات، خلال تلك الفترة، التقى بالمخرج المصري محمد كريم، الذي كان يدرس السينما أيضًا، وأثمرت صداقتهما عن تعاونات فنية ناجحة في مصر، عاد سراج إلى وطنه قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، مما أنقذه من مصير مظلم، وأسس له بداية جديدة في عالم السينما.

سراج منير.. نجم المسرح

بعد عودته، انضم سراج منير إلى فرقة يوسف وهبي ثم فرقة نجيب الريحاني، واستطاع أن يثبت نفسه كممثل متعدد الأدوار، من الأدوار الشريرة إلى الرومانسية والكوميدية، ومن أبرز أعماله السينمائية “أمير الانتقام” و”ليلة الحنة”، إضافة إلى إخراجه لخمسة مسرحيات، كان آخرها “اللي يعيش يا ما يشوف” عام 1956، ورغم التحديات التي واجهها، بما في ذلك الإفلاس بعد مسرحية “حكم قراقوش”، إلا أنه استمر في تقديم فن رائع، مؤكدًا أن الفن هو رسالته.

الحب والإرث الفني

ارتبط سراج منير بالفنانة ميمي شكيب في واحدة من أشهر الزيجات الفنية، حيث كان الحب والدعم بينهما حاضرًا حتى آخر أيام حياته، ورغم التحديات الصحية التي واجهها، إلا أنه استمر في العمل حتى رحيله المفاجئ في 13 سبتمبر 1957، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا عظيمًا، ويُعتبر سراج منير مثالًا للفنان المتنوع، الذي لم يُحصر في قالب واحد، بل تنقل بين الشخصيات بخفة وإبداع، مما جعله رمزًا يصعب تكراره.

العائلة الفنية.. إرث مستمر

لم يكن سراج منير وحده في عالم الفن، فقد كان شقيقاه فطين عبد الوهاب وحسن عبد الوهاب أيضًا جزءًا من هذه العائلة الفنية المهمة، التي ساهمت في تشكيل ملامح السينما المصرية الكلاسيكية، ورغم رحيله، تظل أعماله حية، حيث تُعرض أفلامه حتى اليوم، في تجسيد واضح لموهبته الفذة وحضوره الطاغي الذي تركه في عالم السينما.

Google News تابعوا آخر أخبار بوابة السعودية نيوز عبر Google News