الذهب ينخفض بفعل ضغوط الدولار وجني الأرباح، والأسواق تترقب بيانات التضخم الأمريكية وفقًا لـ «آي صاغة»

تشهد أسواق الذهب في الوقت الحالي تراجعاً ملحوظاً تحت ضغط ارتفاع الدولار الأمريكي وجني الأرباح الذي يمارسه المستثمرون، حيث أصبحت أسعار الذهب في حالة من التقلب، مما دفع المتعاملين لمراقبة الوضع عن كثب، خاصة مع اقتراب صدور بيانات التضخم الأمريكية التي قد تؤثر بشكل كبير على الأسواق، فرغم الاستثمارات المستمرة في الذهب كملاذ آمن، إلا أن التحركات الاقتصادية العالمية تؤثر على السوق بشكل غير متوقع، مما يجعل التوقعات حول أسعار الذهب أكثر تعقيداً، لذا يتوجب على المستثمرين متابعة الأخبار الاقتصادية بانتظام للحصول على أفضل القرارات الاستثماريّة.
تراجع أسعار الذهب في الأسواق العالمية والمحلية
شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والبورصة العالمية تراجعاً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم الخميس، جاء هذا التراجع نتيجة لارتفاع الدولار الأمريكي وموجة جني الأرباح التي اجتاحت الأسواق، بينما تترقب الأسواق صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تؤثر بشكل كبير على توجهات السياسة النقدية في الفترة المقبلة، وذلك بحسب تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
وفي هذا السياق، أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، أن أسعار الذهب انخفضت بنحو 25 جنيهاً في الأسواق المحلية مقارنة بختام تعاملات أمس، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4870 جنيهاً، كما تراجعت الأوقية بنحو 25 دولاراً لتسجل 3621 دولاراً، أيضاً بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 حوالي 5566 جنيهاً، بينما سجل عيار 18 نحو 4174 جنيهاً، وأخيراً استقر سعر الجنيه الذهب عند 38960 جنيهاً.
أداء أسعار الذهب أمس وتأثيرات السوق
في يوم الأربعاء، كانت أسعار الذهب قد شهدت ارتفاعاً بنحو 20 جنيهاً، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 4875 جنيهاً واختتم عند 4895 جنيهاً، كما ارتفعت الأوقية بنحو 15 دولاراً، من 3631 إلى 3646 دولاراً، يعكس هذا التقلب في الأسعار تأثير صعود الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، والذي جاء مصحوباً بعمليات جني الأرباح، ومع ذلك، يبقى وجود الأسعار فوق مستوى 3600 دولار مؤشراً على استمرار الاتجاه الصاعد في السوق.
التوقعات المستقبلية والبيانات المرتقبة
تترقب الأسواق اليوم بيانات إعانات البطالة ومؤشر أسعار المستهلك الأمريكي، حيث ستحسم هذه البيانات التوقعات بشأن وتيرة خفض الفائدة، ورغم أن أي قراءة قوية قد تدعم الدولار على حساب الذهب، إلا أن احتمالات التيسير النقدي، بجانب تصاعد التوترات الجيوسياسية في أوكرانيا وأوروبا الشرقية، تظل عوامل داعمة للمعدن النفيس كملاذ آمن، كما شهدت الأسواق الدولية توتراً متزايداً بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوم جمركية جديدة، مما زاد من حدة الأوضاع في المنطقة.
في الوقت نفسه، شهدت أسواق الأسهم الأمريكية واليابانية مكاسب قياسية دفعت المستثمرين إلى تقليص حيازاتهم من الذهب مؤقتاً، حيث سجل مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك مستويات تاريخية جديدة، وارتفع مؤشر نيكاي 225 الياباني بأكثر من 1% إلى مستوى قياسي اليوم الخميس، مما يعكس حالة من التفاؤل في الأسواق على الرغم من التقلبات الحالية.
مع استمرار تقلبات أسواق الأسهم وتغير مسار السياسة النقدية الأمريكية، يبقى الذهب محاصراً بين ضغوط المدى القصير ودعائم المدى الطويل، لذلك يتطلع المستثمرون إلى قرارات الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل.