هل يجب إجبار الطلاب على نظام البكالوريا؟ خبير تربوي يوضح لـ””

في نقاش مثير حول نظام البكالوريا، يتساءل الكثيرون عن مدى جواز إجبار الطلاب على اتباع هذا النظام التعليمي الجديد وقد أشار خبير تربوي في حديثه لـ”” إلى أهمية مراعاة احتياجات الطلاب المختلفة وما إذا كان هذا النظام يناسب جميع الفئات العمرية والأكاديمية أم أنه قد يسبب ضغطًا نفسيًا عليهم في ظل التحديات الحالية التي يواجهها التعليم في العالم العربي.
اجبار الطلاب علي نظام البكالوريا.. القانون واضح ولا يسمح بالإجبار
يشهد قطاع التعليم في مصر حالة من الجدل الواسع حول إجبار الطلاب على نظام البكالوريا في بعض المدارس, حيث أثيرت شكاوى عديدة من أولياء الأمور الذين اعتبروا هذه الممارسات غير قانونية ومخالفة لحرية الاختيار, ورغم أن وزارة التربية والتعليم أعلنت عن هذا النظام كخيار مجاني اختياري يوازي الثانوية العامة, إلا أن الأمور لم تسر كما هو مخطط لها.
وفي تصريح خاص ل, أكد الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس, أن فرض نظام البكالوريا على الطلاب هو أمر غير قانوني بالمرة, حيث نصت المادة 37 بوضوح على أن هذا النظام اختياري, ومن حق الطالب وولي أمره اختيار المسار التعليمي الذي يفضله, سواء كان البكالوريا أو الثانوية العامة. وأشار شوقي إلى أن إجبار الطلاب على نظام البكالوريا قد يكون ناتجًا عن رغبة بعض المدارس في إرضاء الوزارة من خلال زيادة نسبة الملتحقين بهذا النظام, أو غياب الطلاب بشكل أكبر، لأن البكالوريا لا تعتمد على أعمال السنة مثل الثانوية العامة.
شكاوى أولياء الأمور: قرارات مفاجئة تربك الأسر
تتزايد شكاوى أولياء الأمور في مختلف المحافظات, حيث ذكرت إحدى الأمهات من محافظة الجيزة، أنها واجهت موقفًا محرجًا عندما فوجئت المدرسة التي سجلت فيها ابنتها في نظام الثانوية العامة تطلب منها سحب ملفها بعد أسبوع من بدء العام الدراسي, بحجة أن الإدارة التعليمية بأكملها تطبق نظام البكالوريا, ما تركهم في حالة من الارتباك قبل بدء الدراسة بأيام قليلة.
وفي موقف آخر, أوضحت ولية أمر من مدرسة “أم المؤمنين الثانوية بنات” أن هناك تهديدات للطالبات بسحب ملفاتهن إذا رفضن نظام البكالوريا, رغم أن عدد الطالبات في الثانوية العامة يفوق بكثير عدد الملتحقات بالبكالوريا. وأكدت أن نفس الممارسات تحدث في مدارس أخرى مثل “عاطف السادات” ومدارس خاصة في حلوان, ما يزيد من قلق الأسر ويعكس أزمة حقيقية في كيفية تطبيق السياسات التعليمية.
تحليل الظاهرة: بين ضغوط إدارية وغياب وضوح
تحليل الوضع الحالي يكشف عن غياب وضوح في سياسات التعليم, حيث أعلنت الوزارة مرارًا أن نظام البكالوريا اختياري لتطوير مهارات الطلاب, لكن بعض الإدارات التعليمية تتعامل معه كخطة إلزامية, مما يؤدي إلى صدام مباشر مع أولياء الأمور. وأوضح الدكتور تامر شوقي أن الفارق بين النظامين يكمن في طبيعة الدراسة والتقييم, فالبكالوريا تعتمد على الاختبارات النهائية الموزعة على سنتين, بينما الثانوية العامة تتطلب حضورًا إلزاميًا وأعمال سنة تضمن متابعة الطالب بشكل أكبر.
ويرى شوقي أن فرض نظام البكالوريا على الطلاب قد يدفع البعض للغياب والتسرب من التعليم, وهو ما يتعارض مع الهدف الأساسي للنظام, كما أن أزمة إجبار الطلاب على نظام البكالوريا تكشف عن فجوة واضحة بين السياسات التعليمية المعلنة والتطبيق على أرض الواقع, حيث تبقى حرية الطالب هي الضمان الحقيقي لتحقيق العدالة التعليمية.