الأسباب الحقيقية وراء تعيين محي الدين سالم وزيرً جديد للخارجية في السودان والسيرة الذاتية
أعلنت السلطات السودانية عن تعيين السفير محي الدين سالم وزيرًا جديدًا للخارجية، في خطوة تعكس رغبة الحكومة في تجديد دماء الدبلوماسية السودانية وتجاوز مرحلة الارتباك التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة. القرار حظي بترحيب واسع، لا سيما أن الوزير الجديد يمتلك سجلًا مهنيًا طويلًا وخبرة عملية في الساحة الإقليمية والدولية.
مسيرة دبلوماسية حافلة
عمل سالم في عدة دول عربية مؤثرة، من بينها المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، كما تولى منصب مندوب الجامعة العربية في جنوب السودان. هذه التجارب المتنوعة مكّنته من الاطلاع على التوازنات السياسية الإقليمية، ومنحته أدوات عملية للتعامل مع ملفات معقدة.
علاقات راسخة مع الإمارات
أبرز ما يميز مسيرة الوزير الجديد ارتباطه الوثيق بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث مثّل السودان خلال فترة حساسة بعد حرب الخليج. وقد نجح حينها في تعزيز العلاقات مع القيادة الإماراتية، وكان قريبًا من مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. هذه التجربة جعلت منه شخصية مؤهلة لفتح آفاق تعاون أوسع بين الخرطوم وأبوظبي، خاصة في مجالات الاستثمار والشراكات الاقتصادية.
تحديات أمام الوزارة
رغم الخبرة الكبيرة التي يحملها سالم، إلا أن مهمته لن تكون سهلة، إذ يواجه جهاز الخارجية السودانية مشكلات هيكلية وتراجعًا في الأداء خلال الأعوام الماضية. فغياب الرؤية الاستراتيجية الواضحة، واعتماد السياسات على ردود الأفعال، أضعفا من قدرة السودان على تعزيز مصالحه الدولية.
فرصة لإعادة البناء
يرى محللون أن تعيين سالم قد يكون فرصة لإعادة صياغة سياسة خارجية متكاملة، تُبنى على تنسيق مؤسسي يشمل مجلس السيادة ومجلس الوزراء والأجهزة الأمنية ومراكز الدراسات الاستراتيجية. كما يُنتظر أن يسهم الوزير الجديد في توجيه الدبلوماسية السودانية نحو علاقات أكثر توازنًا، تستند إلى المصلحة الوطنية أولًا.
محي الدين سالم وزارة الخارجية
بين الإرث الدبلوماسي الذي يحمله والتحديات التي تنتظره، يدخل محي الدين سالم وزارة الخارجية في لحظة فارقة. نجاحه في استثمار خبراته وعلاقاته، خصوصًا مع دول الخليج والإمارات تحديدًا، قد يفتح صفحة جديدة تعيد للسودان مكانته المستحقة على الساحة الإقليمية والدولية.
