هل ستفتح الدروس الأونلاين آفاقًا جديدة في التعليم؟ خبراء يجيبون

هل ستفتح الدروس الأونلاين آفاقًا جديدة في التعليم؟ خبراء يجيبون

شهدت السنوات الأخيرة تغييرات ملحوظة في طرق التعليم، حيث أدت جائحة كورونا إلى واقع جديد فرض التعلم عن بُعد كخيار أساسي في العديد من البلدان، واستمر تأثيره ليصبح جزءًا من النظام التعليمي حتى بعد عودة الحياة إلى طبيعتها، هذه التحولات أثرت بشكل كبير على طريقة تلقي المعلومات وفهمها.

بينما اعتبر البعض أن التعليم الأونلاين يمثل فرصة جديدة للمعرفة، أبدى آخرون مخاوفهم من تأثيره السلبي على فهم الأطفال ومستوى تحصيلهم الدراسي، في هذا الإطار، يقدم لكم التفاصيل الكاملة حول هذا الموضوع.

الدروس الأونلاين استيعاب متأرجح بين المرونة والارتباك

يشير خبراء التربية إلى أن الأطفال بحاجة إلى التفاعل المباشر مع المعلمين وزملائهم في الصف، حيث يساهم ذلك في تطوير مهاراتهم الاجتماعية وبناء ثقتهم بأنفسهم، ومع ذلك، واجه الكثير من التلاميذ صعوبة في التركيز لفترات طويلة أمام الشاشات، مما أدى إلى تراجع مستوى استيعابهم للمعلومات بشكل عام، بالمقابل، استفاد بعض الأطفال من المرونة التي يوفرها التعليم الرقمي، إذ سمح لهم بالعودة إلى الدروس المسجلة أكثر من مرة، بالإضافة إلى البحث عن مصادر إضافية عبر الإنترنت لتعويض ما لم يتمكنوا من فهمه خلال الحصة المباشرة.

إيجابيات الدراسة عن طريق الدروس الأونلاين

رغم الجدل القائم، حققت الدروس الأونلاين مجموعة من المزايا الملحوظة، ومن أبرزها:

  • مرونة التعلم: إمكانية حضور الدروس من أي مكان وفي أوقات تناسب الأسرة
  • تنوع الوسائط التعليمية: مثل الفيديوهات والأنشطة التفاعلية التي تساعد على تبسيط المعلومات
  • تنمية المهارات التكنولوجية: حيث أصبح الأطفال أكثر إلمامًا باستخدام الأجهزة والتطبيقات التعليمية
  • تعزيز دور الأسرة: إذ أتاح التعلم عن بُعد للوالدين متابعة مستوى أبنائهم بشكل أدق

تحديات وصعوبات تواجه الطلاب في الدراسة من خلال الدروس الأونلاين

على الجانب الآخر، كشفت التجربة عن مجموعة من السلبيات التي أثرت بشكل مباشر على استيعاب الأطفال، ومن بينها:

  • ضعف التركيز نتيجة طول فترة الجلوس أمام الشاشات
  • انخفاض التفاعل الاجتماعي وغياب روح المنافسة داخل الصف
  • الأعباء الإضافية على الأسر التي اضطرت لمتابعة أبنائها عن قرب بشكل يومي
  • المشكلات التقنية مثل ضعف الإنترنت أو انقطاع الكهرباء، والتي عرقلت استمرارية الدروس
  • الآثار الصحية المرتبطة بزيادة وقت الجلوس أمام الشاشات وقلة النشاط البدني

وفي هذا السياق، قال الأستاذ السيد البدوي، معلم الرياضيات بوزارة التربية والتعليم في محافظة سوهاج ل: “التعليم الأونلاين ليس عدوًا للتعليم التقليدي، بل هو أداة يمكن أن تكون فعالة إذا أُحسن استخدامها، لكن يجب الانتباه إلى أن الطفل يحتاج دائمًا إلى التوازن، فلا يمكن الاعتماد على الشاشة فقط، بل من المهم دمج أساليب التعلم التفاعلي والأنشطة العملية داخل حياته اليومية لضمان استيعاب أفضل”.

نظام التعليم الهجين

يتفق المتخصصون على أن الحل يكمن في النظام الهجين الذي يجمع بين التعليم الحضوري والأونلاين، بما يضمن الاستفادة من التكنولوجيا دون الإضرار بالمهارات الاجتماعية والاستيعاب الذهني للأطفال.

كما يشددون على ضرورة:

  • تقليل مدة الحصص الأونلاين للأطفال الصغار لتتناسب مع قدرتهم على التركيز
  • تدريب المعلمين على استخدام أدوات رقمية مبتكرة
  • تشجيع الأهل على متابعة أبنائهم بطريقة منظمة ودون إفراط
  • إدراج فترات راحة وأنشطة بدنية ضمن جدول التعلم عن بُعد
Google News تابعوا آخر أخبار بوابة السعودية نيوز عبر Google News