
في خطوة قد تبدو للوهلة الأولى مجرد تدعيم لصفوفه، أتم نادي بيراميدز تعاقده مع الجناح مصطفى زيكو من نادي زد، لكن الصفقة تحمل في طياتها أبعادًا تنافسية تتجاوز مجرد إضافة لاعب جديد، وتصب في إطار استراتيجية إضعاف المنافسين المباشرين، وعلى رأسهم نادي الزمالك.
وكان الزمالك يسعى بقوة لحسم صفقة زيكو، الذي يمتلك المواصفات الفنية التي يحتاجها الفريق بشدة لتدعيم خطه الأمامي، فهو لاعب جوكر يجيد اللعب كجناح أيمن وأيسر ورأس حربة، ويتميز بالروح القتالية والقدرة على الضغط العالي، وهي كلها عناصر كانت ستمثل حلاً مثاليًا لمشاكل الزمالك الهجومية.
إلا أن بيراميدز دخل بقوة في الصفقة، وقدم عرضًا ضخمًا لنادي زد شمل 35 مليون جنيه، بالإضافة إلى انتقال يوسف أسامة نبيه نهائيًا وإعارة محمود صابر، ليحسم الصفقة لصالحه ويحرم الزمالك من هدف رئيسي في الميركاتو.
وتأتي هذه الخطوة لتثير التساؤلات حول منطق الصفقة بالنسبة لبيراميدز نفسه، الذي يعاني من تخمة عددية في مراكزه الهجومية بوجود أسماء لامعة مثل رمضان صبحي، مصطفى فتحي، فخري لاكاي، عبد الرحمن مجدي، وفيستون مايلي، مما يجعل فرصة زيكو في المشاركة الأساسية محدودة.
ويبدو أن الهدف لم يكن فقط تدعيم الفريق، بل حرمان المنافس المباشر من لاعب كان سيشكل إضافة فارقة له، وهي استراتيجية تعتمد على القوة المالية لبيراميدز لضرب استقرار المنافسين وإبعاد الحلول الفنية عنهم، حتى لو كان ذلك على حساب تكديس النجوم على دكة البدلاء.
تعتبر هذه الصفقة تجسيدًا للرغبة في السيطرة على سوق الانتقالات، حيث يسعى بيراميدز إلى تعزيز قوته بشكل مستمر. ومن الواضح أن المنافسة في الدوري المصري أصبحت أكثر شراسة، مما يتطلب من الأندية التفكير بشكل استراتيجي في كل صفقة.
وبهذا، يستمر بيراميدز في بناء فريق قوي يتحدى جميع التوقعات، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على مستقبل المنافسة في الدوري، حيث سيكون من المثير رؤية كيف ستؤثر هذه الصفقة على أداء الفرق المختلفة في الجولات القادمة.
التعليقات