
قبل أيام من دخول رسوم جمركية أمريكية مشددة حيز التنفيذ، أكدت حكومة جنوب أفريقيا، اليوم الإثنين، أنها لا تمثل أي تهديد تجاري أو أمني للولايات المتحدة، في محاولة لتفادي التداعيات الاقتصادية المحتملة التي تهدد أكبر اقتصاد في القارة الأفريقية.
ويُنتظر أن تبدأ واشنطن هذا الأسبوع فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على عدد من صادرات جنوب أفريقيا إلى الأسواق الأمريكية، في خطوة من المرجح أن تؤدي إلى شطب عشرات الآلاف من الوظائف، بحسب تحذيرات صادرة عن الحكومة في بريتوريا.
إخفاق التفاوض قبل الموعد النهائي
وتأتي هذه التطورات عقب فشل جنوب أفريقيا في التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما فتح الباب أمام فرض الرسوم بشكل أحادي ضمن حزمة إجراءات تجارية موسعة تطال عدة دول حول العالم.
أسواق جديدة لتعويض الخسائر
ورغم الأزمة المرتقبة، قالت الحكومة الجنوب أفريقية إنها تعمل على تنويع شركائها التجاريين، مشيرة إلى أنها تحقق تقدمًا كبيرًا في الأسواق الجديدة سريعة النمو، خصوصًا في قارة آسيا ومنطقة الشرق الأوسط، بما يشمل الإمارات وقطر والسعودية، بهدف تقليص الاعتماد على السوق الأمريكية.
رسوم جمركية على عدة دول
وكان الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير قد أعلن، أمس الأحد، أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب الأسبوع الماضي على عشرات الدول من غير المرجّح أن تنخفض في إطار المفاوضات الجارية.
وبحسب أمر تنفيذي رئاسي صدر مؤخرًا، حددت واشنطن معدلات جمركية مشددة على سلع من عدة دول، من بينها:
- كندا: 35%
- البرازيل: 50%
- الهند: 25%
- تايوان: 20%
- سويسرا: 39%
استثناءات محدودة لأوروبا
وفي الوقت الذي جرى فيه خفض الرسوم الجمركية على بعض صادرات الاتحاد الأوروبي إلى النصف بموجب اتفاق أبرم الأسبوع الماضي، استبعد غرير أن يشمل هذا التوجه الجولة الحالية من الرسوم، مؤكدًا أن “معظم هذه الرسوم ستظل ثابتة إلى حد كبير”.
وأوضح غرير أن تحديد مستويات الرسوم يتم بناءً على عوامل متعدّدة، منها الاتفاقيات الثنائية، والفائض أو العجز التجاري بين الولايات المتحدة والدول المستهدفة، لافتًا إلى أن بعض الاتفاقات المعلنة وغير المعلنة قد تسمح بهوامش محدودة للمراجعة، لكنها لن تُطبّق على الجولة الأخيرة من الإجراءات.
انعكاسات محتملة على القارة الأفريقية
ويتخوّف خبراء من أن تؤدي هذه الإجراءات الأمريكية إلى زيادة الضغوط الاقتصادية على جنوب أفريقيا، بما يؤثر على صادراتها الزراعية والصناعية، في وقت تسعى فيه القارة الأفريقية إلى تعزيز التكامل الاقتصادي وتقليل الاعتماد على الشركاء التقليديين.
وفيما تراقب دول القارة رد الفعل الأمريكي تجاه شركائها، يرى مراقبون أن النزعة الحمائية المتصاعدة قد تؤدي إلى إعادة رسم خريطة التجارة العالمية، وربما تشجّع تحالفات جديدة خارج الفلك الأمريكي.
تتجه الأنظار إلى كيفية استجابة الدول الأخرى لهذه الإجراءات، حيث يمكن أن تكون هناك تداعيات على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وبقية العالم.
إن التغيرات الاقتصادية العالمية تتطلب من الدول التفكير في استراتيجيات جديدة لضمان الاستقرار والنمو في ظل هذه الظروف المتغيرة.
- سيدني سويني تثير الجدل بإعلان “أمريكان إيغل” وتسجيلها كناخبة جمهورية يشعل النقاش السياسي والثقافي
- الاقتصاد الأمريكي ينمو 3% في الربع الثاني متجاوزًا التوقعات
- الأسواق تترقب قرار الفيدرالي الأمريكي وسط ضغوط تضخم وسياسية وترامب يجدد دعوته لخفض الفائدة
- أسعار النفط ترتفع بدعم من اتفاق تجاري أمريكي أوروبي وآمال بتمديد الهدنة مع الصين
- «السعودية نيوز» يستعرض أبرز الأحداث الاقتصادية خلال الأسبوع في نقاط
التعليقات