هند رجب تتألق.. مهرجان البندقية يحتفي بفيلم فلسطيني بدعم نجوم هوليوود
استقبلت المخرجة كوثر بن هنية وفريق عمل فيلمها “صوت هند رجب” بحفاوة كبيرة في المؤتمر الصحفي الذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان البندقية السينمائي في دورته الحالية.
الفيلم الدرامي المؤثر يعرض قصة حقيقية مؤلمة لطفلة فلسطينية تبلغ من العمر 5 سنوات، فقدت حياتها بعدما علقت داخل سيارة تعرضت لهجوم من القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، يحمل الفيلم رسالة قوية عن المأساة الإنسانية التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون في ظل النزاع، وأصبح مرشحا بارزا لنيل جائزة الأسد الذهبي كواحد من أبرز الأعمال التي تطرق هذا الموضوع بحساسية فنية عالية.
كلمات مؤثرة في المؤتمر الصحفي
افتتحت النجمة سجا كيلاني المؤتمر الصحفي بكلمات مؤثرة عبرت فيها عن الألم والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، قائلة: “بالنيابة عننا جميعا كممثلين: ألا يكفي هذا؟ يكفي القتل الجماعي، والتجويع، والتهميش، والتدمير، والاحتلال المستمر”.
تفاصيل مأساة هند رجب
يروي الفيلم، الذي كتبته وأخرجته كوثر بن هنية، تفاصيل مأساة هند رجب من خلال تسجيلات حقيقية لمكالمات الطوارئ التي جرت بين الطفلة ومتطوعي الهلال الأحمر الفلسطيني، الذين حاولوا تبريد أمل انقاذها بينما كانت عائلتها تهرب من قصف استهدف سيارتهم، عاشت هند ومرافقيها ساعات من الرعب والانتظار في السيارة، قبل أن تصل سيارة الإسعاف التي حصلت على تصريح من الجيش الإسرائيلي، ليعثر عليها جميعا متوفين، ما يجسد حجم المأساة ويجعل الفيلم شهادة حية على وحشية الحرب التي تعصف بالمنطقة.
دعم عالمي للفيلم
في خطوة مهمة لتعزيز الإنتاج، انضم نجوم عالميون مثل براد بيت وخواكين فينيكس إلى فريق المنتجين للفيلم، وهو ما اعتبرت بن هنية أنه مؤشر إيجابي على تحول السرد الثقافي في هوليوود تجاه القضية الفلسطينية، وأكدت أن منح الفلسطينيين “صوتا ووجها” عبر السينما والفن هو أمر “ضروري جدا”، لأنه يمثل رفضا لتجريد الإنسانية من الفلسطينيين كما يحدث في الإعلام العالمي، وعبرت عن امتنانها الكبير لدعم هؤلاء النجوم، قائلة: “لم أتخيل يوما أن يكون هذا ممكنا”.
أوضحت بن هنية أن إخراج هذا الفيلم جاء من شعورها العميق بالألم تجاه التجريد المتكرر للفلسطينيين من إنسانيتهم في وسائل الإعلام الغربية، ورغبتها في “إنصاف هؤلاء الناس”، مع ذلك، تعترف بأن الشعور أحيانا بالإحباط يراودها، لكنها تؤمن أن صناعة الأفلام تظل وسيلة مهمة للتأثير والتوعية.
يحظى الفيلم بأداء متميز من طاقم فلسطيني بالكامل، يشمل معتز ملحيس، وكلارا خوري، وعامر حليحل، وقد عكس هؤلاء الممثلون الشخصية الواقعية للقصة بشكل قوي، حيث عبر ملحيس، الذي يلعب دور متطوع الهلال الأحمر، عن تجربته الصعبة أثناء التصوير قائلا إنه عاش مشاعر هلع واضطرابات نفسية حقيقية خلال إعادة تمثيل المأساة، معتبرا أن الأداء لم يكن التمثيل فقط، بل كان تجربة عيش حقيقة.
بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان البندقية، يستعد فيلم “صوت هند رجب” للظهور في مهرجان تورنتو السينمائي، مما يفتح الأبواب لجمهور أوسع للاطلاع على هذه القصة الإنسانية المؤلمة، كما تم اختيار الفيلم لتمثيل تونس في سباق الأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم روائي عالمي، في مسيرة أكاديمية تشهد تقديرا متزايدا للأفلام التي تسلط الضوء على قضايا العدالة حقوق الإنسان.
