
مرض ياسمين غيث لم يكن مجرد تجربة صحية عابرة، بل كان نقطة تحول إنسانية كبيرة في حياتها، حولت خلالها الألم إلى طاقة، والانكسار إلى رسالة، والصراع إلى قوة.
ففي ظهور مؤثر عبر شاشة قناة DMC، شاركت الفنانة والمؤثرة ياسمين غيث تجربتها الصعبة مع مرض السرطان، كاشفة تفاصيل دقيقة عن لحظة الاكتشاف، وردة فعل عائلتها، والمراحل التي مرت بها من العلاج والتعافي، وصولًا إلى تأثير التجربة على حياتها الفنية والشخصية.
مرض ياسمين غيث كما روته بنفسها
بدأت حكاية مرض ياسمين غيث في عام 2016، حين لاحظت شيئًا غريبًا في جسدها، لم تنتظر كثيرًا، وذهبت فورًا إلى طبيبتها الخاصة التي طلبت مجموعة فحوصات وتحاليل عاجلة.
لم يكن الانتظار سهلاً، وبمجرد إعلان نتيجة التحاليل، تغيرت حياتها تمامًا، وصفت اللحظة بأنها “صدمة وجودية”، شعرت فيها بأن الحياة توقفت وأن كل ما تعرفه يوشك أن ينتهي.
قالت ياسمين: “أحسست كأن ساعتي قد دقت… وأنني على وشك فقدان كل شيء، لكن خوفي الأكبر لم يكن على نفسي بل على ابني الصغير”، هذا الشعور بالمسؤولية كان دافعها الأول للصمود
وبصوت متهدج من شدة التأثر، روت كيف أن الطبيب حاول إيصال الخبر تدريجيًا، لكنه لم يمنع الانهيار الذي تبع ذلك، خصوصًا أن صورة السرطان حينها كانت مليئة بالخوف والتشاؤم، ولم يكن كثيرون يعرفون عنه سوى أنه “نهاية الحياة”.
ياسمين غيث.
دعم الأم في أصعب الأوقات
من أبرز اللحظات التي أثرت في جمهور البرنامج كانت مداخلة والدة ياسمين، التي كشفت عن علاقة عميقة تجمعها بابنتها، مشيرة إلى أنها “البونبونايه اللي بتنور البيت”، وأكدت أن خبر إصابتها بالمرض كان أقسى من أن يُحتمل، لكنها تماسكت فورًا لتكون مصدر دعم لها، وقالت: “مقدرتش أضعف قدامها، كان لازم أكون قوية عشان أرفع معنوياتها”
في المقابل، تحدثت ياسمين عن والدتها بحب وامتنان، ووصفتها بأنها “كل الحياة”، فهي ليست فقط الأم، بل الصديقة والملجأ في كل المواقف الصعبة، وهي التي كانت تشاركها أدق تفاصيل يومها، من اللعب إلى الطبخ وحتى الشطرنج.
من حفيدة عبدالله غيث إلى نجمة تصنع الفرق
تنتمي ياسمين غيث إلى عائلة فنية مرموقة، فهي حفيدة الفنان الكبير عبدالله غيث، أحد أعمدة المسرح والدراما في مصر، ورغم أنها فقدت جدها وهي طفلة صغيرة، فإنها ما زالت تحتفظ بذكرياته، وبالروح الفنية التي عاش بها والتي انتقلت إليها، كما أنها ابنة أخ الفنان حمدي غيث، وهو ما جعل الفن جزءًا أصيلًا من حياتها منذ الطفولة.
لكن ما لم يكن متوقعًا هو أن تبدأ حياتها التمثيلية بعد مرض السرطان، فقد دخلت عالم التمثيل بقلب مليء بالتجربة الإنسانية، وعيون رأت الموت، وأداء مليء بالصدق والبساطة، وأصبحت ياسمين مثالًا للفنانة التي تحمل رسالة، خصوصًا في أدوارها الأولى التي لاقت إعجاب الجمهور بسبب طبيعتها وتلقائيتها.
ياسمين غيث.
التحول من المرض إلى رسالة
ما يميز تجربة مرض ياسمين غيث أنها لم تتوقف عند حدود العلاج أو العودة للحياة، بل تجاوزتها إلى دعم الآخرين، فقد استخدمت منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الوعي بسرطان الثدي، وتقديم النصائح والدعم النفسي للمصابات.
أصبحت مؤثرة بحق، لأن رسالتها نابعة من تجربة شخصية وليست مجرد كلام منمق، وحرصت على أن تكون حقيقية في كل ما تنشره، تقول: “أنا مش بس كنت مريضة، أنا شفيت وبقيت صوت لكل حد بيمر بنفس اللي مريت بيه”
جراحة بعد ساعة واحدة من التشخيص
من أكثر التفاصيل التي صدمت الجمهور، أن ياسمين دخلت غرفة العمليات بعد ساعة فقط من تأكيد إصابتها بالمرض، كان القرار سريعًا وصعبًا، لكنها وافقت عليه دون تردد، في محاولة للسيطرة المبكرة على المرض، ورغم التوتر والخوف، لم تُظهر ضعفها لأحد، حتى لأسرتها المقربة، بل كانت تحرص على الابتسام رغم الألم.
في حديثها، كشفت أنها كانت تخفي دموعها عن والدتها، وتحاول دائمًا أن تبدو قوية، كانت تحاول أن تكون “مصدر الأمل والدعم” لكل من حولها، رغم أنها كانت الأكثر احتياجًا لذلك الأمل في بعض اللحظات.
الرسالة الأخيرة للجمهور
اختتمت ياسمين غيث حديثها برسالة مليئة بالأمل لكل من يواجه نفس المرض، قائلة: “كنت بنت صغيرة، وعندي طفل صغير، وحسيت إن الدنيا كلها بتقع فوق دماغي، لكن ربنا بيرتب كل حاجة… لو أنتِ أو حد بتحبيه بيمر بده، صدقيني في نور في آخر الطريق، وأنا هنا دلوقتي علشان أقولك: إنتي تقدري، وهتعدي من ده”
ياسمين غيث.
مرض السرطان لم يهزمها
رغم قسوة المرض وطول فترة العلاج، فإن مرض ياسمين غيث لم يكن نهاية المطاف، بل بداية مرحلة جديدة في حياتها، تحولت فيها من شخص خائف إلى إنسانة قوية تلهم الآخرين، ومن مريضة صامتة إلى صوت داعم لكل من يعاني.
قصة ياسمين غيث ليست مجرد رحلة علاج، بل حكاية صمود حقيقية تعكس قوة الإرادة حين تمتزج بالحب والدعم والإيمان، وقد تكون هذه القصة هي الضوء الذي يبحث عنه آلاف المرضى في لحظات الظلام.
يجب أن ندرك أن التغلب على المرض يحتاج إلى إرادة قوية، وتضامن من الأهل والأصدقاء، فكل لحظة من الدعم تساهم في تعزيز الأمل.
تجربة ياسمين غيث تلهم الكثيرين وتظهر لنا أن الحياة تستمر رغم الصعوبات، وأن الأمل دائمًا موجود حتى في أحلك اللحظات.
نرشح لك: ذكرى وفاة يوسف إدريس.. من القصة القصيرة إلى الشاشة الكبيرة وأدب لا يموت
تعليق منظم حفل محمد رمضان يكشف كواليس الانفجار.. من المسؤول؟
إلغاء عزاء لطفي لبيب يفاجئ الوسط الفني بعد وداع مؤثر وجنازة حاشدة
التعليقات