خبير اقتصادي: الحرب التجارية بين أمريكا والصين فرصة وتحديًا للاقتصاد المصري

قال أبو بكر الديب، الخبير في الشؤون الاقتصادية، إن الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين تُلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، ومن بينه الاقتصاد المصري، حيث تمثل هذه الأزمة فرصة وتحديًا في آن واحد لمصر.

 الحرب التجارية بين أمريكا والصين تعزز صادرات مصر

وأوضح الديب، في تصريحات خاصة لـ«السعودية نيوز»، أن تراجع حجم التبادل التجاري بين بكين وواشنطن يفتح الباب أمام القاهرة لتعزيز صادراتها إلى أحد الطرفين، خاصة في قطاعات مثل المنتجات الزراعية، والمنسوجات، والكيماويات، التي تحظى بقدرة تنافسية جيدة.

وأشار إلى أن بعض الشركات العالمية قد تلجأ إلى نقل جزء من إنتاجها إلى دول أخرى لتفادي الرسوم الجمركية المرتفعة، وهو ما يمثل فرصة كبيرة لمصر لجذب هذه الاستثمارات، لا سيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي تتمتع بموقع استراتيجي وبنية تحتية واعدة.

في المقابل، حذر الديب، من أن الحرب التجارية قد تؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي، ما سينعكس سلبًا على الطلب الخارجي للصادرات المصرية مثل الغاز الطبيعي، والسياحة، والسلع المصنعة، مضيفًا أن حالة عدم اليقين قد تؤثر على تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى مصر، وتزيد من الضغوط على الجنيه المصري نتيجة خروج بعض رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة.

كما أشار إلى أن واردات مصر من الصين قد تواجه تحديات على مستوى سلاسل الإمداد أو ارتفاع في الأسعار، إلا أن التباطؤ الاقتصادي العالمي قد يؤدي بالمقابل إلى انخفاض أسعار النفط والسلع الأساسية، مما يخفف من عبء فاتورة الاستيراد والدعم الحكومي.

وعن قناة السويس، أوضح الخبير الاقتصادي، أن انخفاض حركة التجارة العالمية، وخصوصًا الشحن بين الصين والولايات المتحدة، قد يؤدي إلى تراجع نسبي في إيرادات القناة، غير أن هذا التراجع قد يُعوّض لاحقًا في حال زادت حركة التبادل التجاري بين الصين وكل من أوروبا وأفريقيا.

واختتم الديب، تصريحاته، بالتأكيد على أهمية انتهاج مصر لسياسة “الحياد الإيجابي” تجاه أطراف النزاع، والعمل على تعظيم مكاسبها الاقتصادية عبر تطوير الشراكات الصناعية والتقنية مع الصين، وتعزيز العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، إلى جانب تقوية قدراتها الإنتاجية وتحسين مناخ الاستثمار لاستقطاب الشركات العالمية الباحثة عن بيئة مستقرة وذات تكلفة منخفضة.

في ظل هذه التحديات، ينبغي على مصر أيضًا تعزيز الابتكار وتحفيز البحث العلمي لزيادة قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.

تطوير البنية التحتية الرقمية قد يسهم بشكل كبير في تحسين كفاءة الاقتصاد المصري ويجعلها وجهة جذابة للاستثمارات الأجنبية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *