
تقرير: سمر أبو الدهب
شهد المشهد المالي العالمي في السنوات الأخيرة تحولات جذرية بفضل التطورات المُتسارعة في التكنولوجيا المالية (FinTech)، إذ لم تعد البنوك التقليدية هي اللاعب الوحيد في الساحة، بل ظهرت شركات ناشئة تتميز بتقديم خدمات مالية مبتكرة وسريعة، مستفيدة من التقدم التكنولوجي غير المسبوق، هذا التحول خلق بيئة تنافسية جديدة أجبرت البنوك التقليدية على إعادة تقييم استراتيجياتها، فبدأت في تبني التقنيات الحديثة والتعاون مع شركات التكنولوجيا المالية لمواكبة التغيرات.
مقال مقترح: سعر اليورو 11 أغسطس مقابل الجنيه المصرى والدولار في البنوك المصرية
صعود التكنولوجيا المالية وتحديها للبنوك التقليدية
وفي هذا السياق، قال الدكتور رمزي الجرم الخبير المصرفي، في تصريح خاص لـ”السعودية نيوز”، إنه كان للتطورات المُتسارعة على المشهد المالي العالمي خلال السنوات الأخيرة، ظهور العديد من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، والتي أصبحت منافس قوي وفعال للبنوك بشكلها التقليدي، إذ تقدم خدمات مالية متنوعة وسريعة، بفضل التقدم التكنولوجي غير المسبوق الذي تبنته هذه الشركات، وتُنافس النماذج المصرفية المقدمة من البنوك التقليدية.
مقال له علاقة: وفد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس يستمر في جولته الترويجية بالصين
استجابة البنوك التقليدية ودمج التكنولوجيا المالية
وأضاف “الجرم”، أنه وعلى الرغم من أن استجابة البنوك التقليدية لهذه التطورات على مشهد تكنولوجيا المعلومات كانت بطيئة في البداية؛ إلا أنها استطاعت خلال الفترة القليلة الماضية أن تواكب تلك التطورات بشكل أفضل من خلال الاستحواذ أو التكامل أو الدمج مع شركات تعمل في مجال التكنولوجيا المالية، من أجل دمج الخبرات التكنولوجية في العمليات المصرفية.
وتابع أنه من أمثلة ذلك تطبيقات الهاتف المحمول التي تستخدمها شركات التكنولوجيا المالية، وإجراء عمليات الشراء عبر الإنترنت، ومن خلال سعي البنوك المركزية في كافة دول العالم نحو استغلال تقنيات التكنولوجيا المالية لتحسين بيئة قطاع البنوك بشكل أفضل وإطلاق بوابات دفع إلكترونية تتيح للعملاء إنجاز غالبية العمليات المصرفية إلكترونيًا.
تأثير جائحة كورونا على التحول الرقمي والشمول المالي
ولفت الخبير المصرفي، إلى أن أزمة كورونا قد سرّعت من تغيير الثقافات الموروثة لدى كثير من الشعوب وبشكل خاص ثقافات فئات كثيرة من الشعب المصري بخصوص التعاملات المصرفية الإلكترونية، فقد أجبرت الأزمة كثير من الفئات على التعامل بهذه الآليات، مما كان له انعكاسات إيجابية لتنفيذ استراتيجية الشمول المالي ودمج الاقتصاد غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي، وتقديم المزيد من المحافظ الإلكترونية، بل وتبني البنك المركزي لإنشاء البنوك الإلكترونية، والتي هي نتاج طبيعي للتطورات الحادثة على مشهد تنفيذ العمليات المصرفية من خلال استخدام آليات التحول الرقمي.
اقرأ أيضًا: «وسيلة غير آمنة».. البنك الأهلي يجدد تحذيره من مخاطر الاستثمار في العملات الرقمية
التنافسية في الخدمات المالية ودور البنوك الكبرى
وأشار إلى أنه بالرغم من أن عنصر الخدمات المالية في العمليات المصرفية، كان أحد أهم عناصر التنافسية بين البنوك المختلفة، نظرًا لعدم إقدام الكثير من البنوك على تبني هذا المجال، بسبب التكلفة الباهظة لاستخدام التكنولوجيا المالية؛ إلا أن نمطية تلك الخدمات جعلها تقدم بشكل أرخص من قِبل الكثير من الشركات التي تعمل في مجال التكنولوجيا المالية؛ مما جعلها متاحة لدى الكثير من البنوك، ولكن ستظل البنوك كبيرة الحجم لها السَبق في تبني أي تكنولوجيا حديثة في الأسواق العالمية، لاستخدامها كأحد العناصر التنافسية لجذب شريحة أكبر من العملاء والاستحواذ على شريحة أكبر من الحصة السوقية التي تعمل بها البنوك المختلفة.
من المهم أن تستمر البنوك في الابتكار وتقديم حلول جديدة تلبية لاحتياجات العملاء المتزايدة وتوقعاتهم المتغيرة.
كما يجب على الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية أن تتعاون مع البنوك لضمان تكامل الخدمات المقدمة وتحقيق أقصى استفادة من التطورات التكنولوجية المتاحة.
- خبير بأسواق الذهب لـ«»: مشتريات المركزي من المعدن الأصفر تعزز الاستقرار النقدي وتنقل الاقتصاد إلى مرحلة أكثر أمانًا
- 49.04 مليار دولار.. احتياطي النقد الأجنبي لمصر يسجل أعلى مستوى منذ سنوات
- احتياطي الذهب في مصر يقفز إلى أعلى مستوى 2025 ويسجل 13.6 مليار دولار
- ارتفاع صافي الأصول الأجنبية للقطاع المصرفي 9.5 مليار دولار
- بعد زيارة وفد البنك المركزي.. رؤية اقتصادية لتعزيز التعاون المالي المصري – الكيني
التعليقات