البنك المركزي المصري يطرح أذون خزانة بقيمة 65 مليار جنيه لتمويل العجز في الموازنة

كتبت: سمر أبو الدهب

يطرح البنك المركزي المصري اليوم، الأحد الموافق 20 يوليو 2025، أذون خزانة بالتنسيق مع وزارة المالية بقيمة إجمالية تبلغ 65 مليار جنيه مصري، يأتي هذا الطرح في إطار جهود الحكومة المصرية لتمويل احتياجاتها وتغطية عجز الموازنة العامة، معتمدة بشكل أساسي على أدوات الدين المحلية لضمان استقرار السيولة في السوق المصري.

آجال متنوعة لتلبية احتياجات التمويل

يتضمن الطرح الحالي لأذون الخزانة شريحتين رئيسيتين بآجال مختلفة لتلبية احتياجات تمويلية متنوعة، وذلك على النحو التالي:

* 30 مليار جنيه لأجل 91 يومًا: تمثل هذه الشريحة أذون خزانة قصيرة الأجل، وتستهدف توفير سيولة سريعة للحكومة لسد الاحتياجات التمويلية العاجلة

* 35 مليار جنيه لأجل 273 يومًا: تُطرح هذه الشريحة لأجل متوسط، مما يوفر للحكومة مرونة أكبر في إدارة ديونها وتمويل مشاريعها على المدى القريب والمتوسط

ووفقًا لما أعلنه الموقع الرسمي للبنك المركزي المصري، فإن هذه الآجال المتنوعة تتيح للمستثمرين خيارات متعددة تتناسب مع استراتيجياتهم الاستثمارية، كما تساهم في توزيع مخاطر الدين على فترات زمنية مختلفة.

أدوات الدين الحكومية ودورها في تمويل الموازنة

تُعد أذون وسندات الخزانة من أبرز الأدوات التي تلجأ إليها الحكومة المصرية لتمويل عجز الموازنة العامة، هذه الأدوات هي عبارة عن صكوك دين تصدرها وزارة المالية بآجال استحقاق متفاوتة، حيث تقوم الحكومة باقتراض الأموال من المستثمرين مقابل فائدة محددة يتم دفعها عند تاريخ الاستحقاق.

وتلعب البنوك الحكومية دورًا محوريًا في هذه العملية، حيث تُعد من أبرز الجهات التي تشتري هذه الأذون والسندات، يساهم ذلك في تعزيز استقرار السوق المالي وضمان استمرارية تدفق التمويل للحكومة.

استراتيجية التمويل المحلي: تعزيز الاستقرار الاقتصادي

يأتي طرح أذون الخزانة ضمن خطة الدولة لتغطية عجز الموازنة العامة من خلال الاعتماد على التمويل المحلي. تهدف هذه الاستراتيجية إلى:

* توفير السيولة اللازمة: تضمن هذه الطروحات توافر السيولة الكافية لدى الحكومة لتغطية نفقاتها التشغيلية والاستثمارية، بما في ذلك الرواتب والمشاريع التنموية

* ضمان استقرار السوق المصرية: من خلال امتصاص جزء من السيولة الفائضة في السوق، تساهم أذون الخزانة في إدارة التضخم والحفاظ على استقرار الأسعار

* تقليل الاعتماد على التمويل الخارجي: يقلل التركيز على التمويل المحلي من انكشاف الاقتصاد المصري للتقلبات الاقتصادية العالمية وتأثيرات أسعار الصرف

ويُظهر هذا الطرح المستمر التزام البنك المركزي ووزارة المالية بتبني سياسات مالية حكيمة تهدف إلى تعزيز استقرار الاقتصاد الكلي في مصر ودعم جهود التنمية الشاملة.

تعتبر هذه الخطوات جزءًا من رؤية أوسع تهدف إلى تحقيق النمو المستدام، مما يعكس التزام الحكومة بتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستقرار المالي.

من المتوقع أن تستمر هذه السياسات في دعم الاقتصاد المصري وتعزيز ثقة المستثمرين في السوق المحلية، مما يسهم في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *